الواجهات المعمارية موضوع بحث المهندس ومركز اهتمام المالك، والسبب ببساطة في أن الواجهات الجزء المرئي للعمل المعماري والجزء الأكثر عرضة للنقد فضلاً عن كونها في تطور وتجدد مستمر.
وفي هذا الموضوع أضع بين أيديكم خلاصة خبرتي بالعمل كمهندس معماري وذلك من خلال مجموعة من النصائح والأفكار مراعياً فيها طريقة التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل.
تصميم المسقط ليناسب الواجهات
التصميم بشكل عام معزوفة واحدة ترتب نغماتها بدقة متناهية, فأولى مراحل التصميم المعماري للواجهات تكون من المسقط حيث شكل المسقط والحدود الخارجية له هي المكون الأساسي للواجهات، وعليه يعتمد تقسيم الكتل ونسب الفتحات في الواجهة.
ولذلك يمكن القول ان تصميم الواجهات في علاقة متصلة بالمسقط الأفقي.
اختيار الطراز المعماري ونمط التصميم للواجهة
يعتبر الأساس في تصميم الواجهات وذلك لتحقيق واجهة متناسقة. وهناك العديد من الطرز المعمارية نذكر منها:
الطراز الكلاسيكي:
طراز ونمط معماري يتمثل في القيمة الفنية لعناصر التصميم حيث يركز على العناصر ذات القيمة الفنية والجمالية. وهو في الأصل يعود إلى الموروث المعماري الذي خلفته الحضارة الاغريقية والرومانية ويعتمد اساساً على الاعمدة الكلاسيكية والنقوش والزخارف والكثير من التفاصيل الصغيرة ليبدو المنتج النهائي معبراً عن الهيبة والعظمة للعمل المعماري.
طراز الكلاسيكية الحديثة:
يمثل هذا الطراز مرحلة وسطية بين التصميم الكلاسيكي والتصميم الحديث، حيث يركز بصفة أساسية على استخدام مفردات العمارة الكلاسيكية بعد تجريدها من التعقيد والعناصر متناهية الصغر.
طراز التصميم الحديث:
ينادي هذا الطراز بضرورة التخلي عن الزخارف والعناصر الدقيقة في التكوين المعماري والإبقاء على الخطوط الصريحة معتبراً أن: القليل هو الكثير والقيمة الفنية الجمالية للمبنى تنبع من بساطة الشكل وجمال تناسب الكتل.
الطراز العربي:
طراز معماري يعتمد على استخدام العناصر الزخرفية الإسلامية وعناصر العمارة المحلية كالمشربيات والأقواس المدببة والقباب.
الطراز الأوروبي:
طراز معماري فريد في الشكل نتج عن العوامل البيئية بالنسبة لدول أوروبا حيث يستخدم السقوف المائلة والجمالونية لغرض الحماية من آثار الجليد والطبيعة.
اختيار نوع الطراز المعماري يعتمد بصفة أساسية على الذوق العام ولكن يجب الإشارة هنا أن العمارة تنتمي للمكان فلا يفضل اختيار الطراز الأوروبي مثلاً لتطبيقه في الخليج العربي كون هذا الطراز في الأساس نشأ عن عوامل بيئة أو فلسفات مرتبطة بأوروبا.
اختيار التكوين المناسب والعلاقة بين الكتل
التكوين هو شكل المبنى النهائي الناتج عن دمج الكتل المكونة من أشكال بدائية وعناصر التصميم الأولية. تماماً مثل تلك التكوينات التي كنت تصنعها في طفولتك باستخدام بعض المكعبات والوحدات الصغيرة عندما تقوم بتجميعها. ولكن التكوينات المعمارية مدروسة من حيث النسب والعلاقة بين الكتل، ويتحقق هذا استناداً إلى أسس التصميم والتكوين المعماري وغرضها أن تخدم الجمال للواجهة.
الاهتمام بالحيوية في الواجهة
وذلك من خلال جعل الواجهة ديناميكية من خلال تدرجات الكتل وتحريك خط السماء لإزالة الجمود الذي قد يسيطر على الواجهة.
استخدام الظل والضوء
واحدة من أفضل الطرق لإضافة القيمة الفنية والجمالية للعمل المعماري، وتكون فائدتها الفنية في إزالة الملل الذي قد يسيطر على الواجهة ويتحقق هذا العامل من خلال اختيار نوع الإضاءة المناسبة واماكنها. ويتم توزيع الإنارة الخارجية للتركيز على نقاط وعناصر في الواجهة، على جانبي المدخل الرئيسي مثلاً أو في الشرفات وفي الكراج. كما أنه من الضروري توزيع الانارة الداخلية والخارجية للحصول على منظر أجمل للواجهة في الليل لتكون الواجهة واضحة المعالم وبتدرج مناسب للإنارة.
اختيار الخامات والملمس المناسب للكتل
مواد التشطيب النهائي للواجهات تميز الكتل عن غيرها كما تبرز شكل العمل المعماري بدقة وتوضح عمق الفكرة المعمارية، لذا على المعماري ان يختار المواد المناسبة لتشطيب الواجهات.
تتعدد مواد التشطيب النهائي للواجهات, مثل الحجر والترافرتين والطوب والبورسلان والواح الكلادينج والزجاج والخرسانة والجبس والخشب والمعدن.
اختيار الألوان
اختيار الألوان أساسي في كل عمل فني، فالواجهة المعمارية تمثل لوحة فنية يجب أن تتناسق ألوانها لتكون مريحة للعين عند النظر إليها. تتمثل هذه النقطة في اختيار تنسيقات مناسبة لألوان الواجهة بحيث لا تشتت المنظر العام للواجهة وباعتبار أن تكون مناسبة للبيئة والذوق العام للمصمم أو المستفيد.
ويمكن دراسة العلاقات بين الألوان وتنسيقها ودلالاتها كونه يمثل علم قائم بحد ذاته.
التناسب بين المصمت والمفتوح للكتل
ويعني تناسب الكتل الصماء إلى نسبة الفتحات والنوافذ بما يحقق الوظيفة بالنسبة للفراغات الداخلية والجمال للواجهات من الخارج. ويعتمد هذا العامل باعتبار الطراز المعماري المستخدم واشكال الفتحات وارتفاعاتها، مثلاً صالة المعيشة من الأفضل أن تتميز بنوافذ واسعة لتحصل على إطلالة جميلة للخارج. وعليه سيكون لوظيفة الفراغ تأثيراً بالغاً على نسبة الكتل المفتوحة إلى الكتل الصماء.
الاهتمام بالتفاصيل المعمارية:
التفاصيل المعمارية تعطي قيمة فنية للعمل المعماري والاهتمام بهذه التفاصيل روح التصميم، وتتمثل هذه التفاصيل في البلكونات في الواجهة واشكال الفتحات. وايضاً التفاصيل الأخرى الصغيرة كدرابزين الشرفات والبلكونات وتفاصيل الباب الخارجي ويجب أن تكون مناسبة لشكل الواجهة مركزاً فيه على أدق التفاصيل وكذا يجب أن تكون هذه التفاصيل تنتمي للعمل الفني أو الطراز المعماري وبالفعل تكون بنسب مثالية لا تزيد ولا تقل.
تمييز المدخل الرئيسي:
يعتبر واحداً من أساسيات تصميم الواجهات تمييز المدخل الرئيسي بكتل أو عناصر تكون دليلاً للمدخل الرئيسي وموجهاً على أهمية هذا الجزء من المبنى.
استخدام العناصر المميزة:
تعمل العناصر المميزة في إيجاد نقطة تركيز النظر في العمل المعماري، تمثل هذه العناصر محاور الجذب في الواجهة.
دراسة العوامل البيئية:
غالباً تتحكم العوامل البيئية بأشكال الواجهات فقد تفرض عليك استخدام فتحات ضيقة أو ربما واسعة واحياناً تفرض استخدام الكاسرات الشمسية وربما ايضاً تجعلك تصمّم الواجهة بسقف جملوني كما في مباني الطراز الأوروبي. وعليه نستنتج أن استخدام المعالجات البيئية يخلق مباني ملائمة للواقع وبالطبع ملزمة من حيث التصميم. ويجب الإشارة إلى أن العوامل البيئية يمكن معالجتها بالتكنولوجيا الحديثة ولكن إذا كنت ترغب في تصميم الواجهة ملائمة للبيئة فيجب الأخذ بالاعتبار قوانين التصميم والبناء التي قد تفرضها البيئة.
نستنتج أن العملية التصميمية وحدة متكاملة الأركان بدء من المسقط المعماري وتناسب الكتل واشكالها. ثم ان الاتجاهات والأنماط المعمارية هي الأساس في التصميم المعماري للواجهات وذلك من خلال الأساليب والقواعد الأساسية التي يحددها الاتجاه أو الطراز المعماري، وإلى جانب ذلك يستخدم المعماري قواعد التصميم والتكوين لتطوير الواجهات وخلق نموذج رائع يركز بدرجة أساسية على الجمال المعماري.